(20/06/2023)

يعد السلوك الإدماني شكلا من أشكال الإدمان الذي لا يختلف أثره السيء عن إدمان المخدرات، ويُعرف على أنه انخراط للفرد في سلوك أو نشاط بشكل متكرر مزمن، بحيث يستحوذ على حيز كبير من وقته وجهده على حساب باقي الأنشطة المهمة دون القدرة على التوقف عنه.
قد يصيب السلوك الإدماني أي إنسان في أي مرحلة عمرية كما أنه يصيب كلا الجنسين مع تفاوت في بعض الأشكال السلوكية التي قد يدمن عليها كل جنس وكل فئة عمرية.

أشكال الإدمان:

إن الإدمان لا يقتصر على تناول المخدرات فقط، فهنالك العديد من السلوكيات الإدمانية المدمرة للنفس، التي تكون بنفس خطر الإدمان الشائع وأكثر.

منها:

• إدمان الطعام.
• إدمان السوشل ميديا.
• إدمان الألعاب الإلكترونية.
• إدمان الأفلام الإباحية.
• إدمان التصوير.
• إدمان الأدوية المسكنة.

أسباب السلوك الإدماني:

عوامل اجتماعية

النشأة الاجتماعية قد يكون لها أثر كبير في إدمان بعض السلوكيات، فرؤية الطفل لأحد والديه لاعبا للقمار، أو أي سلوك إدماني أخر باستمرار قد يكون السبب في تجربة الطفل لهذا التصرف ومن ثم الاعتياد عليه شيئا فشيئا حتى يصل لإدمانه.

عوامل بيولوجية

إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة في جسم الإنسان، فعندما يقوم الشخص بممارسة  السلوك المحبب لديه، يُفرز هذا الهرمون فيشعر الشخص بالسعادة العارمة مما يدفعه إلى تكرار هذا السلوك مرة أخرى، ومن ثم تتحول التجربة الأولى إلى اعتياد ومن ثم إدمان.

عوامل نفسية

قد يكون السبب في حدوث السلوك الإدماني هو الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، القلق، التوتر وغيرها من الاضطرابات وقد ينتج هذا السلوك الإدماني نتيجة الهروب من المشكلات التي يتعرض لها الشخص فهو يستخدم هذه السلوكيات كوسيلة للتنفيس والهروب بدلاً من المواجهة والحل.

سمات الشخص الذي يعاني من السلوك الإدماني:

• ضياع الكثير من الأوقات في ممارسة السلوك الذي اعتاد عليه الشخص.
• عدم الاهتمام للكثير من المشكلات المادية والاجتماعية المترتبة على هذا السلوك.
• عدم القدرة على التوقف عن القيام بهذا السلوك وفشل العديد من المحاولات الهادفة للتوقف.
• قد يتبع الإدمان السلوكي بعض المضاعفات الصحية مثل اضطرابات النوم والشهية وتغيير الوزن.
• غالباً ما يلازم الإدمان السلوكي بعض الاضطرابات النفسية التي قد تكون سببا أو نتيجة لهذه السلوكيات، فالخسارة من القمار قد يتبعها الإصابة بالاكتئاب، وقد يكون الوسواس القهري هو السبب في التوجه لأحد هذه السلوكيات.
• الغضب والشعور بالحزن الشديد عند عدم القدرة على القيام بالسلوك الذي اعتاد عليه.
• تقديم السلوك الإدماني على جميع الواجبات، والأولويات الاجتماعية، الصحية، والنفسية.

أضرار السلوك الإدماني:

تشمل أضرار السلوك الإدماني العديد من الجوانب الحياتية على النحو الآتي:

أضرار اجتماعية

قضاء معظم الوقت في ممارسة السلوك الإدماني، ينتج عنه البعد عن الأسرة والعلاقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى العزلة، أيضاً قد يسبب الكثير من المشكلات بين الزوجين وأفراد الأسرة بسبب عدم القدرة على القيام بالوجبات والالتزامات، كما يؤثر ذلك على الأداء الوظيفي ويؤدي لتدهوره.

أضرار جسدية

قد تختلف الأضرار الصحية باختلاف السلوك الذي اعتاد عليه الشخص، وغالبا ما يؤدي السلوك الإدماني إلى اضطراب ضغط الدم ونبض القلب، واضطرابات القولون العصبي والهضمي.

أضرار نفسية

قد يؤدي السلوك الإدماني إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، نوبات الهلع، القلق، الوسواس القهري وغيرها.

علاج السلوك الإدماني:

لا يعتبر السلوك الإدماني مجرد عادة سيئة فقط، فهو سلوك قهري مدفوع بدوافع لا يمكن السيطرة عليها، ويختلف العلاج فيه على حسب الأمر المنصب عليه الإدمان.

إن السلوك الإدماني يختلف عن إدمان المخدرات، فهو ينصب على إدمان أشياء وسلوكيات وليس على مواد يتم تعاطيها، مثل إدمان الشخص للإباحية، إدمان القمار، إدمان الألعاب، وغيرها، وهنا لابد التخلص من هذه السموم السلوكية وقد يتم ذلك عن طريق الحد من الأمور التي تدعم تلك السلوكيات كلٌ بحسب نوعه.

ومما يساهم في العلاج

التأهيل الطبي

العلاج السكني، إعادة التأهيل، يتضمن البقاء في مكان علاجي متخصص حيث يقدم أخصائيو العلاج المدرَّبون الرعاية والدعم الطبي، بشكل مركز ومكثف بمعزل عن العوامل الخارجية المؤثرة.

العلاج النفسي

يساعد المعالج في استكشاف الأسباب الكامنة وراء السلوك الإدماني والتوصل إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحديات، والسيطرة على هذا السلوك.

يوفر العلاج النفسي بصفة خاصة وسيلة مساعدة للتخلص من هذه المشكلة. وأوضح البروفيسور كارل مان أن مدمني السلوك يتعلمون من العلاج المعرفي السلوكي كيفية التغلب على الإجهاد والتوتر العصبي بطريقة صحية، أو التعامل مع الأموال بمسؤولية. علاوة على أن المقابلات التحفيزية تعتبر طريقة ثانية للتخلص من إدمان الإنترنت وألعاب الحاسوب وبقية أنواع الإدمان.

يعد العلاج المعرفي السلوكي: هو أحد أشهر أنواع العلاج النفسي اتباعًا في مكافحة الإدمان، إذ يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تغير أنماط التفكير الضارة، والسلوكيات المكتسبة السلبية التي تحفز على الإدمان، ذلك من خلال تدريب وتأهيل الفرد على كيفية التعامل مع هذه الأفكار والفهم الدقيق لمحفزات الإدمان، وإعادة صياغة هذه الأفكار لتطوير الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية.

إذ يركز هذا العلاج على الحد من بعض الاضطرابات المصاحبة مع الإدمان، مثل: الاكتئاب والقلق وغيرها.