أصبحنا غُرَباء بعدَ ما كُنا سويا، أصبحنا أعداء ونحنُ من تغنى بالحبِ أولاً، كيف يُمكن للأيام أن تُفرّقَ شملنا؟ يجمعُنا بيتٌ واحد، وفي الحقيقة تفصِلُنا أميال، أحتاجُ للحديث معك، ولكنّي لا أجدُك، وتحتاجُ أنت للحب، ولكن لم تعْد تستمده مني، لم أعُد أراك سندي الأول ولم تعُد تراني زوجتك المدللة، لم أعُد أتلهف لسماعِ حديثك ولم تعُد تستقبِلُني بحرارة،
لم يعُد هُنالك شيءٌ يجمعُنا سوى تلك الوثيقة الموجودة في أحد الأدراج، لاحُب لا رسائل لا حديث ولا حتى ضحكاتٍ متفرِقة!
وكأننا قد انفصلنا، لكن دون وثيقة طلاق رسمية.
ماذا يعني الطلاق العاطفي؟
يتوقع الجميع أن للطلاق معنى واحد فقط وهو نهاية العلاقة الزوجية وانفصال الزوجين عن بعضهما عن طريق المحكمة وبصك طلاق رسمي.
ولكن في الحقيقة هناك معنى آخر للطلاق وهو ما يعرف بالطلاق العاطفي وهو عبارة عن تواجد الزوجين داخل منزل واحد ولا يجمع بينهما أي من مشاعر الحب والمودة والرحمة والتي هي الأساس الصلب لبناء أي علاقة زوجية، فيفقدان معه كل معاني الحب والتواصل والتلامس الجسدي والعاطفي، فتصاب الحياة الزوجية بالبرود وصولاً لفقدان الطمأنينة والسكن. ولكن في المظهر الخارجي وأمام الناس هما زوجان وبشكل رسمي
فهي بمثابة علاقة زوجية منتهية الصلاحية تجمعهما لقاءات عابرة والتزامات مادية للحفاظ على شكلهم الاجتماعي والأسري، فالطلاق العاطفي يعتبر فيروس يدمر بناء الأسرة واستقرارها مما يؤثر سلباً على المجتمع ككل.
أسباب الطلاق العاطفي:
للطلاق العاطفي العديد من الأسباب وهي تختلف حسب الأشخاص وحسب الظروف المحيطة ومنها
تدني مستوى إدراك الزوجين لغاية وطبيعة العلاقة الزوجية، فالزواج ميثاق غليظ يترتب عليه جملة من الواجبات والحقوق، فهناك واجبات على الزوج تجاه زوجته، وواجبات على الزوجة تجاه زوجها، وهناك واجبات مشتركة فإذا لم يؤدّ أحد الزوجين واجباته تجاه الآخر اختل الميثاق وانهار.
تكون بسبب سوء التوافق الجنسي، المقصود به عدم استمتاع كل الزوجين أو أحدهما بالإشباع الجنسي مع الآخر وذلك قد يكون لعدة أسباب منها: جهل أحد الزوجين بعوامل الإثارة الجنسية وجهل الزوجة وحيائها ونفورها وأحياناً خوفها. وأيضا الشذوذ الجنسي والعجز الجنسي يسبب عدم التوافق الجنسي بين الزوجين.
قد يصاب أحد الزوجين باضطرابات نفسية أو اضطرابات شخصية تؤدي إلى حدوث القلق ونوبات غضب وغيرة وشك مفرط وخوف وانسحاب، جميعها تؤثر على التواصل والتفاعل بين الزوجين مما يزيد الفجوة بينهما.
منها تدخل أهل الزوج أو الزوجة، الخيانة الزوجية، إسقاط تجارب الآخرين وإجراء المقارنات،
افتقار أحد الزوجين إلى مهارات التواصل ومهارات حل المشكلات، عدم حفظ أسرار الحياة الزوجية، الإدمان على الكحول والمخدرات، عدم التوافق الثقافي والتعليمي بين الزوجين مما يزيد الفجوة بينهما، أن يهتم الزوج بأصدقائه ويفضلهم على زوجته وأسرته أو أن تنشغل الزوجة بصديقاتها وزياراتها مهملة زوجها وبيتها.
المشاكل المادية من أهم أسباب حدوث الخلافات الزوجية، سواءاً كانت بسبب الرجل في عدم أداء حق النفقة الواجبة أو التقصير فيها، أو بسبب الزوجة في حال اهتمامها بالعمل من اجل زيادة الدخل مع عدم الاهتمام بواجباتها الأساسية تجاه الزوج والأبناء.
مظاهر الطلاق العاطفي
الآثار المترتبة على الطلاق العاطفي:
إذا استمرت مظاهر الطلاق العاطفي التي ذكرناها بدون السعي للعلاج فقد تنتهي هذه المعاناة الزوجية بالطلاق الفعلي، إلا أن بعض الأزواج يتحمل هذه المعاناة حفاظاً على الأبناء من الضياع أو خوفاً من المجتمع لأنه يستنكر الطلاق.
لكن الطلاق العاطفي لا تقل آثاره السلبية عن الطلاق الفعلي، بل قد تكون أشد وأقوى، فالآثار لها جانبين وقع عليه الضرر الزوجين والأبناء.
أما بالنسبة للضرر الواقع على الزوجين: تتولد لديهم مشاعر الحزن والفراغ العاطفي مما يسبب على المدى البعيد حالات الاكتئاب والقلق والأمراض الجسمية ذات الأصل النفسي، والتأثير بالغالب يكون أقوى على الزوجة لأنها الأكثر حاجة إلى العاطفة والاهتمام أما الزوج فبإمكانه أن يعوّض ما افتقده بالزواج مرة أخرى.
أما بالنسبة للأبناء فهم الخاسر الأكبر لأن تفكك الأسرة ووجود طاقة سلبية مشحونة بين الأبوين يشعر الأبناء بعدم الأمان وانعدام معنى التواصل الأسري مما يؤدي إلى البحث عن الاحتواء لدى أشخاص أخرين وخاصة في فترة المراهقة كما قد يعاني أبناء من الاكتئاب وعدم القدرة على مواجهة الحياة، ومن الممكن أن يسبب لهم الخوف من خوض تجربة الزواج مستقبلا العزوف عن الزواج بشكل دائم.
علاج مشكلة الطلاق العاطفي
إن الطلاق العاطفي بين الأزواج موجود وشائع بكثرة وهو يؤثر سلباً على الزوجين والأبناء والمجتمع لذلك وجب علينا أن نحافظ على هذا الميثاق الغليظ بأفضل طريقة، ولأن الطلاق العاطفي يمر بمراحل عديدة وسنوات طويلة من سلسلة معقدة من المشكلات لذلك من الأفضل أن نستشير ذوي الخبرة في العلاقات الزوجية لأنهم يقومون بفهم المشكلة من جميع الجوانب وتشخيصها بشكل دقيق ومحايد وحلها بشكل علمي وفق برامج وخطط علاجية محددة، لكن سنشيد هنا إلى أهم النصائح التي يمكن أن تساعد في تقوية العلاقة بين الزوجين:
كتبه: بشائر الكريديس
نقدم في مركز مطمئن للعلاج النفسي العديد من الخدمات التي تعزز من صحة الفرد النفسية وبدون دواء، من خلال ضم مجموعة من الكفاءات البشرية المتميزة والمتخصصة في عدة مجالات بهدف الوصول لأعلى معايير الجودة في تقديم خدماتنا.
يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي مجموعة متنوعة من البرامج التدريبة للأخصائيين النفسيين وتأهيلهم لممارسة العلاج النفسي وفق أحدث الفنيات العلاجية على أيدي خبراء ومختصين.
يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي خدماته المتعلقة بالصحة النفسية والاستشارات الأسرية والعلاج السلوكي المعرفي دون استخدام الأدوية.
يتميز مركز مطمئن للعلاج النفسي بضمه لنخبة من الأخصائيين المتميزين ذوي الخبرة العريقة والكفاءة العالية في مجال العلاج النفسي.
التعليقات 0