(28/10/2024)

ماذا نقصد بتقدير الذات؟!ربما سمعنا جميعًا النصيحة التي تقول: (( آمن بنفسك واحترمها وكن أفضل صديقٍ لها).

 ولكن ماذا يعني هذا بالضبط في الحياة الواقعية التي نعيشها دون مثاليات؟!

في الأساس، يعد التمتع بتقدير جيد للذات أمرًا ضروريًا لحياة ناجحة وسعيدة، ذلك لأن احترام الذات هو عنصر أساسي في شخصية كل فرد.

ومن خلال تشكيل ثالوث من حب الذات والثقة، يتطور احترام الفرد لذاته ومن المرجح أن يتطور هذا السلوك الإيجابي طوال الحياة.

ولقد كتب العديد من المنظرين عن الديناميكيات المشاركة في تنمية احترام الذات، حيث يشغل مفهوم تقدير الذات دورًا مهمًا في التسلسل الهرمي للاحتياجات، الذي وضعه عالم النفس أبراهام ماسلو، والذي يصف التقدير باعتباره أحد الدوافع الإنسانية الأساسية.

اقترح ماسلو أن الأفراد يحتاجون إلى تقدير الآخرين واحترام الذات لتطوير احترامهم لذاتهم. ويجب تلبية هاتين الحاجتين حتى ينمو الفرد كشخص سوي ويحقق احترام الذات الصحي. 

لكن التمتع باحترام الذات لا يعني فقط أن تحب نفسك، هو يعني أيضًا أن تمنح نفسك الحب والقيمة والكرامة والاحترام. 

في هذه المقالة، سنلقي نظرة على معنى تقدير الذات، وسبب أهميته، وكيفية تطويره، كذلك سنقوم بتحليل الآثار السلبية لانخفاض احترام الذات، والفرق بين الشعور بالاكتئاب أحيانًا وتدني احترام الذات حقًا، وما إذا كان احترامك لذاتك مرتفعًا جدًا.

بالإضافة إلى العوامل التي تساهم في تدني احترام الذات، ونصائح مهمة من فريق مركز مطمئن للاستشارات النفسية، لتنمية نظرة أكثر إيجابية للنفس وتقدير الذات.

تابع معنا.. 

تعريف تقدير الذات في علم النفس

هو مفهوم نفسي يشير إلى إدراك الفرد لقيمته الخاصة، Self-esteem, ويشمل هذا التعريف لتقدير الذات أحكام الفرد وتقييمه الذاتي لنفسه وقدراته ونجاحاته وكذلك إخفاقاته.

حيث يتأثر هذا الإدراك بعوامل داخلية مثل الأفكار والعواطف، وكذلك عوامل خارجية مثل تجارب الحياة والتفاعلات الاجتماعية.

كما ويرتبط ارتفاع احترام الذات بزيادة الثقة بالنفس وزيادة المرونة في مواجهة التحديات، في حين أن تدني احترام الذات يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالنقص والشك.

ويتطور احترام الذات منذ الطفولة ويستمر في التطور طوال الحياة، حيث يتشكل من خلال التعليم والعلاقات الأسرية والنجاح الأكاديمي والمهني، فضلا عن الدعم الاجتماعي.

وتؤكد نظريات مثل نظريات كارل روجرز وأبراهام ماسلو على أهمية احترام الذات من أجل الرفاهية وتحقيق الذات.

ووفقاً لوجهات النظر هذه، فإن تقدير الذات الصحي يسمح للأفراد بقبول أنفسهم كما هم، ووضع أهداف واقعية، وكذلك الحفاظ على علاقات إيجابية. 

العوامل التي تؤثر على تقدير الذات

على الرغم من أنه كما ذكرنا أعلاه، فإن شبكة معقدة من المؤثرات تتضافر لتشكيل هويتك وشخصيتك ومفهومك الذاتي، إلا أن هناك عوامل محددة تتنبأ بارتفاع أو انخفاض احترام الذات. 

على وجه التحديد، تشمل العوامل التي تؤثر على احترام الذات ما إذا كنت قد تلقيت تنشئة داعمة أم لا، حيث يتم تقييم احتياجاتك وأفكارك ومشاعرك ومساهماتك وأفكارك. 

إن التفكير الواقعي المتزن، والوراثة، ووجهات النظر الشخصية، و أقرانك، والقدوى الأخرى لها أهمية كبيرة أيضًا.

وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على احترام الذات مثل:

• العمر

• الإعاقة

• علم الوراثة

• الأمراض

• القدرات البدنية

• الوضع الاجتماعي والاقتصادي
• أنماط التفكيرالذاتي

بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة عوامل تساهم في تشكيل شخصية الفرد والتي قد تلعب دورًا، لكن تجارب الحياة تعتبر العامل الأكثر أهمية. 

وغالبًا ما تكون تجاربنا هي التي تشكل أساس احترام الذات. 

على سبيل المثال، أولئك الذين يتلقون باستمرار تقييمات انتقادية أو سلبية بشكل مفرط من العائلة والأصدقاء، من المرجح أن يكون لديهم احترام منخفض للذات.

أما أولئك الذين يختبرون ما يسميه كارل روجرز التقدير الإيجابي غير المشروط سيكونون أكثر عرضة للتمتع بتقدير صحي للذات.

الركائز الأربع لتقدير الذات

وفقًا للطبيب النفسي كريستوف أندريه، يتكون تقدير الذات من 3 ركائز رئيسية،  لكن بعض الخبراء يضيفون “قبول الذات” لتفسير أصل الثقة بالنفس: 

حب الذات 

وهو القبول غير المشروط للذات بنقاط القوة والضعف فيها. يتعلق الأمر باحترام وتقدير بعضكما البعض دون السماح للفشل بإحباطك. 

رؤية الذات

هي الركن الثاني الذي يتوافق مع إدراك الفرد لمهاراته وصفاته.حيث تتيح لك الرؤية الواقعية والمتوازنة التعرف على نقاط قوتك مع تقبل حدودك، متأثرة بالتجارب والملاحظات الخارجية. 

الثقة بالنفس

وهي الإيمان بقدرة الفرد على النجاح والتغلب على التحديات. فهو يعتمد على النجاحات السابقة والقدرة على التعلم من الإخفاقات، وبناء المرونة والمبادرة.

قبول الذات 

وهو الركن الرابع بحسب بعض الخبراء. إنه يمثل أهمية معاملة النفس بالرحمة والاعتراف بقيمتها بغض النظر عن الأحكام الخارجية. 

تقدير الذات الصحي والنرجسية 

هناك طرق بسيطة لمعرفة ما إذا كان لديك احترام جيد لذاتك من خلال: 

• تجنب الخوض في التجارب السلبية الماضية 

• الإيمان بأنك متساوٍ مع الجميع، لا أفضل ولا أسوأ.

• التعبير عن احتياجاتك بأريحية.
• الشعور بالثقة غير المبالغ بها

• تملك نظرة إيجابية للحياة

• تقول لا عندما تريد

• تنظر إلى نقاط قوتك وضعفك بشكل عام وتقبلها

متى يكون تقدير الذات مبالغا فيه؟

الغطرسة هي عندما ينحرف مفهوم الشخص عن نفسه عن الواقع ويصبح القوة المهيمنة في حياته، ويمكننا أن نفترض أن الكثير من احترام الذات يعادل الأنا المتضخمة.

في الواقع، على الرغم من أن النرجسيين قد يبدون وكأنهم يتمتعون بتقدير كبير للذات، إلا أن الدراسات تظهر أن المعتقدات الضخمة عن نفسك غالبًا ما تخفي صورة ذاتية سيئة، ومشاعر العار، والغضب الموجه ذاتيًا.

قد يبدو أن الأشخاص ذوي السمات النرجسية يتمتعون بتقدير عالٍ لذاتهم، لكن تقديرهم لذاتهم يمكن أن يكون مرتفعًا أو منخفضًا وغير مستقر، ويتغير باستمرار اعتمادًا على الموقف المحدد. 

أولئك الذين لديهم تقدير مفرط لذاتهم:

• قد يكون الشخص مشغولًا بالكمال والمثالية

• يمكنه التركيز على أن يكون دائمًا على حق

•  يعتقدون أنهم لا يمكن أن يفشلوا

•  يعتقدون أنهم أفضل من الآخرين

• يمكنهم التعبير عن الأفكار العظيمة بفخر شديد 
•  يبالغون في تقدير المهارات والقدرات بشكل كبير

حيث أن النرجسية أو الغطرسة تصف الشخص الذي يركز في المقام الأول على نفسه، ويعتبر نفسه أكثر أهمية أو قيمة من الآخرين، وغالباً لا يفكر حتى في تأثير أفعاله على من حوله.

في الواقع، يمكن القول إن ما يبدو وكأنه “تقدير مفرط للذات” هو عكس ذلك تمامًا. 

تقدير الذات المنخفض وعلاجه

يمكن أن يظهر تدني احترام الذات بطرق مختلفة: 

• قد تعتقد أن الآخرين أفضل منك.

•  تجد صعوبة في التعبير عن احتياجاتك.

• يمكنك التركيز على نقاط الضعف لديك.

•  تشعر في كثير من الأحيان بالخوف والشك بالنفس والقلق.

• قد يكون لديك نظرة سلبية للحياة وتشعر بعدم القدرة على السيطرة.

•  يكون لديك خوف شديد من الفشل.

•  تجد صعوبة في قبول التعليقات الإيجابية.
• تلاقي صعوبة في قول لا ووضع الحدود.

• يمكنك وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاتك.
• لا يمكنك المواجهة والحديث بثقة.

العلاج أو التحسينات  لتقدير الذات المنخفض

تظهر الدراسات أيضًا وجود صلة بين تدني احترام الذات وزيادة خطر السلوكيات المحفوفة بالمخاطر على الصحة، خاصة بين المراهقين، مثل تعاطي المخدرات أو الكحول، والقيادة تحت تأثير الكحول، وإيذاء النفس، وكذلك التدخين. 

وتتضمن بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في تحسين احترامك لذاتك ما يلي:

1. اجعل من أولوياتك أن تحيط نفسك بالأشخاص والأشياء التي ترسل رسالة مفادها أنك جيد بما فيه الكفاية. 
2. تغيير حوارك الداخلي يمكن أن يغير عقليتك بمرور الوقت، بحيث يبدأ عقلك في إدراك أنك أكثر قدرة وكفاءة مما تعتقد.
3. جرب أشياء جديدة، وتعرف على أشخاص مختلفين، وتحدى نفسك بطريقة صحية. وتذكر أنه ليس عليك الانتظار حتى تصبح واثقًا، بل يجيب الخروج والقيام بذلك.

نصائح مركز مطمئن لتعزيز تقدير الذات 

يعلّمك الدعم العلاجي من خلال العلاج التكاملي أن تشعر بالتحسن مع نفسك ومع الآخرين، نقدم لك دعمًا فرديًا مخصصًا يعتمد على العلاج التكاملي مع علاقة تعاونية تعتمد على التحالف العلاجي.

وبالتالي، وبفضل الله ثم خبرتنا، وكذلك تجربتنا، نقدم لك السبل التي تساعدك على فهم نفسك وقبول نفسك بشكل أفضل.

هدفنا هو التوفيق بينك وبين نفسك، حتى نجعلك على دراية بقيمتك الجوهرية ولكي تحدد بنفسك كيف يمكنك تحقيق قيمتك الشخصية.

من خلال الانتقال من الحالة السلبية إلى الحالة النشطة، تصبح سيد اللعبة مرة أخرى وتجد الطريق إلى الإنجاز بشكل طبيعي.

ولهذا السبب، يسعدنا أن نعينك على كيفية إدراك قيمة نفسك بطريقة صحية.

حرر نفسك من جروحك الماضية، وذلك عبر استعادة الوعي بقيمتك الشخصية الحالية.

اتخذ خيارات حياة جديدة تتماشى مع تفردك. استعد ثقتك في قدرتك على تكوين علاقات جيدة والعثور على مهنتك الخاصة وفقًا لمعايير النجاح الخاصة بك.

لاتتردد بالتواصل مع قسم الخدمات لدينا، نحن بانتظارك لإجابة أي استفسار، وكذلك لتقديم الدعم لتعزيز تقدير ذاتك وفهمها جيدًا.