(15/05/2024)
في تيارِ هذهِ الحياةِ، وسرعةُ تغيُراتِها، تقلُباتِها، وأزماتِها، أفراحِها، وأحزانِها، يحتاجُ الواحدُ منا إلى كتفٍ يستندُ عليهِ، شخصٌ يفهمهُ ويُحاكيهِ، حكيماً يلتجئُ إليهِ، وقلباً حنوناً يحتويهِ.
إنَ المشاعرَ العاطفيةَ فطرةً خلقنا اللهُ بها، فلا يخلو منها أحد، فنحنُ مزيجُ فرحٍ وحزنٍ، شغفٌ وإحباطٌ، خوفٌ وطمأنينةٌ، غضبٌ وهدوءٌ، وغيرها الكثير، لذا؛ نحتاجُ دوماً منْ نشاركهُ هذه المشاعر، ومنْ يتفهمُها منا، وهُنا تكمنُ أهميةَ العائلة، كونها المصدر الرئيسي للأمانِ والحب، المعلمُ الأول، والداعم الدائم.
لكن هل تقوم جميع الأسر بهذا الدور؟ هل هنالك أُسر تعتبر مصدراً للتهديد؟ وسبباً للفساد؟ ما الذي قد يُعطل وظائفهم؟ وما السبب وراء ضعف ترابطهم؟
إنَّ ما أثار حديثي في هذا اليوم، التغيرات التي اُستُحدثت للأسرة في الفترة الأخيرة، فنحن كما نعرف أنَّ الأسرة منذُ الأزل لها أهميتها ومكانتها في بناء المجتمع، ترابطه، والحفاظ عليه، أما اليوم وبسبب التحولات التي اعترت العالم، والتطور التكنولوجي الذي ساهم في تغيير العديد من المعتقدات وتبديل الكثير من الأفكار، وضعف الوعي الذي يُعد المسبب الأول في ذلك كله، فقد تبرأت بعض الأسر من أدوراها الرئيسية، مما جعل الأبناء ضحية للتنشئة السلبية، واكتساب العديد من السلوكيات غير السوية، حتى ظهر لدينا جيلاً هشاً نفسياً، يفتقد لوجود مبادئ أساسية، وقيم إسلامية، ونحن لا نلقي كُل اللوم على الأسر، لأننا نعلم أن هنالك الكثير من الأسباب التي قد تؤثر على أدائهم لأدوارهم، منها: حاجة المرأة للعمل، تأثير العمالة المنزلية، الظروف الاقتصادية، الألعاب الإلكترونية ، وأخيراً وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الثقافي، لكن ذلك لا يعني أنه لم يعد للأسرة أهمية، ولا يُعطي الحق لأي فرد من أفرادها بأن يستخدم تلك المبررات كأعذار للانسحاب من القيام بدوره الرئيسي الذي فُطر عليه، وكما قال النبي عليه افضل الصلاة والسلام:( كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته) أخرجه البخاري
كما نجد أن هنالك نموذجاً رائِعاً من الأسر يُحتذى به، فإنَّ الأسرة إن لم تكن المرجع الأول لأبنائها في وضع الأسس الرئيسية للتنشئة السليمة، كالأمور العقائدية، الأخلاق الكريمة، والعادات الحسنة، فلن يستطيع أحد أخر وضعها بالطريقة الصحيحة، وعدم وجود تلك القواعد الثابتة، قد يجعل الأبناء ينقادون وراء المغريات الدنيوية، والمعتقدات السلبية.
وبسبب التفكك الأسري الذي تعيشه العديد من العوائل اليوم، نجد الكثير من الأبناء يتشاركون مشكلاتهم وهمومهم مع أقرانهم، متجاوزين بذلك آبائهم وإخوانهم، لخوفهم من ردود أفعالهم، أو لعدم شعورهم بالأمان تجاههم، أو لكونهم مصدراً أساسياً لمُعضلاتِهم، مما قد يجعلهم يلجؤون إلى أشخاص أخريين قد يضرونهم أو يستغلونهم.
ومما يعين على تقوية الروابط الأسرية وتمكينها من أداء وظائفها الأساسية:
- – التوكل على الله سبحانه وتعالى والاستعانة به.
- – الاختيار الصحيح لشريك الحياة.
- – تنشئة الأبناء على أسس دينية سليمة، ومهارات تربوية حديثة، فإن من أكثر الأخطاء التي تتعرض لها العوائل اليوم، أنها تربي أبنائها بالطريقة التي تربت هي عليها، ظناً منهم أنها الطريقة الصحيحة للتربية
– الانتباه لعدم حدوث المشكلات الزوجية أمام الأبناء، لأن ذلك قد يزعزع أمانهم. - – حل المشكلات والخلافات الأسرية منذُ بداية نشوئها، وعدم إعطائها الفرصة للتراكم، مما يؤدي لتعقيدها.
- – جعل الحوار اللغة الأساسية للتواصل، عن طريق النقاش وتبادل الآراء، السماح للأطراف الأخرى بالتعبير عن مشكلاتها، وطرح تساؤلاتها، كون ذلك يعين على فهم شخصية الأبناء وكسب ثقتهم.
- – وضع ضوابط أساسية باتفاق الوالدين لا يُسمح بتجاوزها، فهي مطلب أساسي للتربية، لأتها تعمل على تهذيب الأبناء، وتقويم سلوكهم، كما أنها تُعينهم على تقبل الضبط الخارجي واحترامه، كأنظمة المدرسة، قوانين المرور، وغيرها من النظم،
- – تخصيص وقت فعال للاجتماع العائلي، تبادل النقاشات، والترفيه، فالوقت يقاس بالجودة لا بالمدة.
- – المرونة، وهي لا تناقض الضبط، فالضبط يكون في أمور رئيسية محددة، كالدين، احترام الوالدين، التعليم، والصحة، أما المرونة فتكون في الأمور القابلة للنقاش والتغيير.
- – استخدام أسلوب الثواب والعقاب، والموازنة بين الحزم واللين.
- – اعطاء فرصة للخطأ والتعلم، وعدم استخدام أسلوب المحامي بشكل دائم، فإن ذلك يجعل الأبناء غير قادرين على مواجهة مصاعب الحياة، مما يسبب حدوث العديد من الاضطرابات والمشكلات فيما بعد.
- – انتقاد الفعل لا الشخص، فكل سلوك قابل للتعديل، اما الشخصية فقد تهتز أو تُهدم، مثال ذلك، قل لأبنك هذ سلوكك خاطئ، ولا تقل أنت شخص فاشل، فالأولى تجعله يعدل السلوك، والثانية تدفعهُ ليتبناه.
- – الاستماع بحكمة للطرف الآخر وتقديم الدعم والمساعدة له، بدلاً من الغضب وإلقاء اللوم، مما يجعل الآباء مرجع آمن للأبناء.
- – إظهار الحب، من خلال الاحتضان، التقبيل، واختيار الكلمات اللطيفة، مما يُشبع عاطفة الأبناء من داخل الأسرة، بدلاً من البحث عنها في الخارج.
أخيراً: قد تتعرض الأُسر لمشكلات لا تعرف كيف تتعامل معها، وقد تواجه تحديات يصعُب عليها تجاوزها، لكن ذلك لا يعني الاستسلام لها والتعايش معها، بل يجب فهمها ووضع حلول للتغلب عليها، ويكون ذلك من خلال التوجه لمختصين لديهم من العلم والخبرة، ما يعين على معرفة تلك المُعضلات وكيفية تخطيها.
بقلم: الأخصائية الاجتماعية بشائر الكريديس
لماذا نحن
من نحن؟
- نقدم في مركز مطمئن للعلاج النفسي العديد من الخدمات التي تعزز من صحة الفرد النفسية وبدون دواء، من خلال ضم مجموعة من الكفاءات البشرية المتميزة والمتخصصة في عدة مجالات بهدف الوصول لأعلى معايير الجودة في تقديم خدماتنا.•
- في مركز مطمئن نحترم القيم والمعتقدات الشخصية لعملائنا وثقافاتهم وخلفياتهم ووجهات نظرهم وعواطفهم، بالإضافة إلى وقتهم، ممَّا يعكس مشاعر الثقة والأمان والرفاهية في البيئة العلاجية.
- في مركز مطمئن نعمل على ضمان رحلة علاجية مُرضية تغرس في نفوس عملائنا الرضا التام تجاه رفاهيتهم وتحقيق الذات.
- نسعى دوماً لتقديم الدعم والمساندة بأعلى مستويات الاحترافية لضمان شعور عملائنا بالأمان والراحة خلال كافة مراحل العلاج، لنكون شريكاً موثوقاً في تحقيق الاستقرار النفسي والسعادة.
- نلتزم بتقديم خدمات عالية الجودة تركز على الشخص ككل، مع مراعاة احتياجاته الخاصة وتفهمنا لأهمية كل جانب من جوانب حياته.
- في مركز مطمئن نعمل على اتخاذ كافة التدابير التي بدورها تحافظ على خصوصية وثقة جميع عملائنا.
- في مركز مطمئن، نؤمن بأن الصحة النفسية هي حجر الأساس لتحقيق حياة متوازنة وسعيدة. نحن هنا لدعمك في كل خطوة تخطوها نحو تحقيق الراحة النفسية والنمو الشخصي يمكنك بأي وقت الاتصال بنا.
التدريب
يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي مجموعة متنوعة من البرامج التدريبة للأخصائيين النفسيين وتأهيلهم لممارسة العلاج النفسي وفق أحدث الفنيات العلاجية على أيدي خبراء ومختصين.
علاج غير دوائي
يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي خدماته المتعلقة بالصحة النفسية والاستشارات الأسرية والعلاج السلوكي المعرفي دون استخدام الأدوية.
اخصائيون ذو خبرة
يتميز مركز مطمئن للعلاج النفسي بضمه لنخبة من الأخصائيين المتميزين ذوي الخبرة العريقة والكفاءة العالية في مجال العلاج النفسي.