(22/10/2024)
هل تعرضت لحدث صادم وتعتقد أنك تعاني من كرب ما بعد الصدمة؟!
يمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة بعد التعرض المباشر أو غير المباشر لحدث مؤلم جدًا وبشكل لا يحتمله العقل!
والجدير بالذكرهنا أنه ليس من السهل دائمًا التعرف على الأعراض، حيث أن العديد من الأشخاص يشبهون مشكلاتهم في البداية بأمراضًا أخرى، كالاكتئاب مثلًا، وذلك قبل أن يفهموا أنهم في الواقع يعانون من اضطراب كرب ما بعد الصدمة.
ويسبب اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) عواقب نفسية واجتماعية في حياة الفرد.
إلا أن الكثير من الناس لا يدركون أنهم يعانون منه.
وفي حال استمرت الأعراض النفسية واجتمعت الأمراض الجسدية المصاحبة، تُصبح الحياة اليومية أكثر تعقيدًا.
فهُنا تعتبر مساعدة المعالج النفسي ضرورية للمضي قدمًا.
ستقدم لك هذه المقالة دليل شامل عن اضطراب ما بعد الصدمة، كتبها لك فريق مركز مطمئن.
مفهوم كرب ما بعد الصدمة (PTSD)
هو اضطراب رد الفعل، حيث أنها حالة من القلق الشديد التي يمكن أن تتطور مباشرة بعد التعرض لحادث مؤلم، يشار له بالإنجليزية PTSD.
وتحدث الصدمة بشكل عام عندما يواجه الفرد الموت، أو الخوف من الموت، أو حتى عندما يتم الاعتداء على سلامته الجسدية، وأيضًا عندما يتعرض شخص آخر للتهديد.
فعندما يتعرض الجسم لحدث صادم، ينفذ استراتيجية دفاعية : بحيث يستخدم الضغط الحاد كرد فعل (التأقلم) على هذا الهجوم.
وفي معظم الأحيان، تكون هذه استجابة عابرة، وتستمر لمدة شهر في المتوسط.
ومع ذلك، عندما يستمر هذا التوتر الحاد، فإنه يمكن أن يتطور إلى اضطراب القلق الشديد: اضطراب ما بعد الصدمة.
وتصنف الصدمات إلى :
- الحرب
- الموت
- التهديد بالقتل
- الهجوم الحربي
- أخذ الرهائن
- الكوارث الطبيعية
- العدوان
- الإصابات الخطيرة
- حوادث الطرق
- العنف الجنسي
- الأحداث الصحية ( جائحة كورونا مثلًا) وما إلى ذلك.
حيث تؤثر هذه الأحداث المؤلمة على الأشخاص المعرضين لها بشكل مباشر، والمحيطين بهم أيضًا.
أنواع كرب ما بعد الصدمة
هناك نوعان محتملان من اضطراب ما بعد الصدمة:
- الأول يحدث بعد حدث صادم غير متوقع، والذي يحدث مرة واحدة فقط ويمثل تهديدًا حيويًا وحادًا (هجوم على سبيل المثال).
- الثاني هو اضطراب ما بعد الصدمة المعقد والذي يحدث عندما يتعرض الشخص لسلسلة من الأحداث المؤلمة على مدى فترة من الزمن، أو بشكل متكرر.
ويأتي في هذا السياق:
- سوء المعاملة أثناء الطفولة
- الاعتداء الجسدي
- العنف العقابي
- العنف الجنسي والنفسي (الابتزاز العاطفي، الانحراف النرجسي )
- العنف المنزلي
- جرح الرفض
- جرح الخيانة ، والهجر ، والإذلال
- الإهمال العاطفي
ومن المهم أن نعرف أن هناك ثلاثة أنواع من ضحايا الصدمات :
- الضحايا المباشرين: يتعرضون بشكل مباشر للصدمة، على سبيل المثال، كانوا حاضرين أثناء الهجوم.
- المجني عليه غير المباشر: وهو قريب، شاهد، ولكن من لم يتعرض للفعل بشكل مباشر، ربما يكون قد أُخبر بالحالة.
- الضحايا الثانويون: هؤلاء هم مقدموا الرعاية والمساعدون ورجال الإطفاء والشرطة… وكل من يعتنون بالضحايا الآخرين.
أعراض كرب ما بعد الصدمة
نتحدث عن اضطراب ما بعد الصدمة عندما تظل الأعراض المرتبطة به موجودة بعد ثلاثة أشهر من الحدث الصادم.
وفي بعض الأحيان تكون العلامات مخفية عن الشخص بشكل كبير، فيتعايش معها دون وعي.
وقد تحدث بعض الصدمات أيضًا في مرحلة الطفولة، وبعيداً عن المواجهة المباشرة أو غير المباشرة مع الحدث، فإن معايير الإجهاد اللاحق للصدمة تعتمد على مجموعة من الأعراض المحددة :
- إحياء الصدمة بشكل متكرر
- سلوك تجنب كنوع من التأقلم
- اليقظة المفرطة ومزاج مضطرب
- التفكك والانفصال عن الواقع
- اضطراب القلق المفرط
- الشعور القوي بالخوف
- اضطرابات النوم غير المستقر
- العدائية والانفعال الشديد
- مشاكل كثيرة في العلاقات
- رؤية مشوهة للحياة
- الصعوبات المعرفية أو حتى الأنشطة اليومية
- تدني احترام الذات والشعور بالذنب
- متلازمة الاكتئاب وربما تعاطي المخدرات
- اضطرابات الإدمان لتهدئة التفكير المفرط
- اضطرابات الأكل كالشره المرضي
حيث تتأثر الصحة النفسية في المقام الأول، مع مخاطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق الشديد أو حتى التفكير بالانتحار أو تطور الإدمان.
كما أن اضطراب ما بعد الصدمة له أيضًا آثار ضارة على الصحة الجسدية. الأفراد الذين يعانون منه يكونون أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم والقرحة والأمراض الجلدية .
تقنيات التأقلم مع كرب ما بعد الصدمة
عندما يتعرض الشخص لتجربة صادمة، قد يجد نفسه محاصرًا في دوامة من المشاعر المعقدة، تبدأ من الخوف والقلق، وتنتهي بالشعور بالعزلة واليأس!
لكن يمكن تحويل هذه المحطات المؤلمة إلى فرص للتعافي بإذن الله.
حيث أن التأقلم مع كرب ما بعد الصدمة ليس عملية سهلة، ولكنه ممكن، بل يمكن أن يكون أحد أكثر الرحلات الفردية التي تحتاج إلى استراتيجيات محددة تعزز من الشفاء النفسي.
أولًا، التأمل الذاتي في كرب ما بعد الصدمة
وذلك كوسيلة لتعميق فهمك لمشاعرك، ففي اللحظات التي تشعر فيها بأن العالم قد انهار، اجمع أفكارك في دفتر يوميات.
ذلك لأن كتابة ما تشعر به تُعد وسيلة قوية لاستعادة السيطرة، حيث يمكنك أن ترى أفكارك في النور، بدلاً من أن تبقى أسيرًا لظلامها.
ثانيًا، الدعم الاجتماعي في كرب ما بعد الصدمة
هو عنصر محوري في التعافي. افتح قلبك وشارك مشاعرك مع أحبائك. لا تتردد في طلب المساعدة، فالحساسية لدى الآخرين ومشاركة مشاعرك قد تكون مصدرًا للشفاء ودعماً نفسياً كبيرًا.
ثالثًا، امنح نفسك حرية الشعور
من المهم أن تدرك أن مشاعرك هي جزء من التجربة الإنسانية، وأن الشعور بالألم هو تنبيه لوجود شيء يحتاج إلى المعالجة.
رابعًا، النشاط البدني
النشاط الجسدي لا يُخفف فقط من توتر المشاعر، بل يحرر أيضًا نهايات كيميائية تسهم في تحسين مزاجك.
وأخيرًا، في رحلة التأقلم هذه، تذكر أن التعافي ليس خطًا مستقيمًا، بل رحلة مليئة بالعثرات والتحويلات كذلك.
استخدم كل خطوة في طريقك كفرصة لاكتشاف عواطفك ومنح نفسك القوة اللازمة للمضي قدمًا.
إذا كانت نفسك بحاجة إلى الدعم على هذه الرحلة، نحن هنا لمساعدتك!
التأقلم مع كرب ما بعد الصدمة يمكن أن يكون بداية جديدة، فدعنا نخطو معًا في هذا المسار نحو التعافي بإذن الله.
نصائح مركز مطمئن لتجاوز كرب ما بعد الصدمة
عندما يعيش الفرد تجربة صادمة، قد يبدو عالمه مظلمًا و كأنه لا مخرج له.
في مركز مطمئن للاستشارات النفسية، نحن نؤمن بأن التعافي من كرب ما بعد الصدمة ممكن، وقابل للتجاوز بإذن الله، وذلك مع الدعم النفسي والاجتماعي المناسب.
إليك خمس نصائح تساعدك في التعامل مع الشعور بالقلق والضغط النفسي الناتج عن هذه التجربة:
- لا تؤجل أو تكبت مشاعرك. اعترف بما تشعر به، سواء كان خوفًا، حزنًا، أو حتى غضبًا. هذه هي الخطوة الأولى نحو التعافي.
- لا تبق وحيدًا في هذه المعركة الذاتية! حاول التحدث مع الأصدقاء أو العائلة حول تجربتك، حيث أن الدعم الاجتماعي جزء حيوي من عملية التعافي.
- ابحث عن أنشطة تساعدك على الاسترخاء، مثل القراءة، التأمل، أو ممارسة الرياضة، وامنح نفسك الحق في أخذ فترات راحة.
- حاول تحديد المحفزات التي تثير مشاعرك السلبية، واعمل على تجنبها أو تقليل التعرض لها، حيث يمكن أن يساعد هذا في تقليل القلق.
- لا تتردد في طلب المساعدة من مختصين نفسيين إذا شعرت بأن الأمر يحتاج إلى دعم إضافي. في بعض الأحيان، يمكن أن يوفر العلاج أدوات مفيدة لتجاوز الصدمات.
لا تتردد في التواصل معنا للحصول على استشارات مخصصة وتصميم خطة علاج تناسب احتياجاتك الفردية، سوف نعمل معًا إلى الأمام نحو الشفاء والتعافي بإذن الله.
لماذا نحن
كانت مهمتنا الأساسية منذ بداية مركز مطمئن، العمل على تحسين حياة الأفراد والمجتمعات من خلال تحسين جودة الحياة وتحقيق الصحة النفسية.
إن احساسنا بالمسؤولية تجاه ما تمثله أهمية الصحة النفسية على حياة الفرد، يمثل دافعاً كبيراً في تقديم خدمات الرعاية الصحية بأعلى المعايير العلاجية والخدمية لتحقيق أفضل الخدمات لعملائنا.
يعمل فريق مركز مطمئن للمساهمة في تحقيق حياة أفضل من خلال استقطاب أفضل الكفاءات الصحية والإدارية لتقديم تجربة علاجية متميزة في بيئة آمنة لضمان تقديم رحلة علاجية مُرضية تغرس في نفوس عملائنا الرضا التام تجاه رفاهيتهم وتحقيق الذات.
التدريب
يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي مجموعة متنوعة من البرامج التدريبة للأخصائيين النفسيين وتأهيلهم لممارسة العلاج النفسي وفق أحدث الفنيات العلاجية على أيدي خبراء ومختصين.
علاج غير دوائي
يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي خدماته المتعلقة بالصحة النفسية والاستشارات الأسرية والعلاج السلوكي المعرفي دون استخدام الأدوية.
اخصائيون ذو خبرة
يتميز مركز مطمئن للعلاج النفسي بضمه لنخبة من الأخصائيين المتميزين ذوي الخبرة العريقة والكفاءة العالية في مجال العلاج النفسي.