كيف نتعامل مع الأفكار السلبية؟

كيف نتعامل مع الأفكار السلبية؟

أشعر وكأن عقلي بداخله العديد من الأفكار المشتتة، مبهمة، ضخمة، لا نهاية لها، أرّقني كثرة التفكير بها، أشعر وكأن يداي مكبّلة، الخوف يمنعني من التقدم، والمستقبل لا يُثير حماسي أبداً، الأفكار السلبية تأتي دون توقف، وكأنها سهامٌ مُنطلِقة، مُرسلةً من عدو.

في بعض الأحيان تلازمنا أفكار سيئة على مدار اليوم وتُسيطر علينا، تؤثر سلباً على حالتنا النفسية والمزاجية، تجعل منا أشخاصاً مشتتين غير قادرين على التركيز، وقد تكون هذه الأفكار هي البوابة التي تدخلنا في اضطرابات أخرى متعددة، مثل القلق والاكتئاب.

يقول الكاتب جيرالد سينكلير إن الأفكار السلبية تعتبر جزءًا من حياتنا، لكن يجب ألا ندعها تسيطر على تفكيرنا وتعكر مزاجنا. فنحن نقضي وقتا طويلاً في التفكير بطريقة سلبية حول حياتنا ومستقبلنا أكثر مما ينبغي، مما يجعل مسألة تخليص أنفسنا من هذه السلبية أمر بالغ الأهمية.

ويضيف سينكلير في تقرير نشره له موقع “أوارنس أكت” الأميركي، أننا عندما نفكر بطريقة سلبية فنحن نهيئ أنفسنا للفشل، وكلما دربنا عقولنا أكثر على التفكير بطريقة إيجابية كانت النتائج أفضل.

 

من أين تنشأ الأفكار السلبية:

هنالك سؤال يراودنا دوماً، من أين تأتي هذه الأفكار ولمَ تأتِ، وكم ستستمر؟

يختلف منشأ الأفكار السلبية حسب الطريقة التي يفكر بها الشخص، والأحداث التي تعرض لها، والاضطرابات التي يعاني منها.

 

وهذه بعض الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الأفكار السلبية:

1- البرمجة السابقة للشخص حيث يكتسب أفكاره وشخصيته وطريقة حياته من المحيطِ الذي نشأ فيه، وقد يكونُ قد غُذّيَ بالسلبيّة منذ صغره، فأصبحَ ذلكَ نمطَ حياته.

2- عندما يقوم الإنسان بسجنِ نفسه في التفكير بأحداث وتجارب سيئة في الماضي، يجعله دائمَ التفكير بشكل سلبي.

3- التهكّم والانتقاد السلبي الذي قد يتعرّض له الشخص من الوسط المحيط به.
4- ضعف الثقة بالنفس والخوف من الفشل في إتمام المهام الموكلة إليه من قبل الآخرين.

5- كلما كانت البيئة لديها تصورات سلبية عن الحياة، كلما أثر ذلك على أفكار الشخص.

6- الخوف نتيجة تجربة سابقة، وهذا يجعل الأفكار السلبية تتواجد عند الدخول في تجربة مشابهة.

7- ضعف الجانب الروحي، وبضعف الجانبي الإيماني تزداد الأفكار السلبية.

8- تعرض الشخص لاضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب ذات علاقة طردية مع الأفكار السلبية.

 

الآثار المترتبة على الأفكار السلبية:

إن التفكير السلبي لا يستقر في العقل فقط، إنما تنعكس أثاره على المشاعر والسلوك وربما تصل للجسد، ومنها:

1 – إرهاق الذهن وإجهاده.

2- إهدار الكثير من الوقت بلا فائدة.

3- النظرة التشاؤمية للحياة.

4- عدم القدرة على الإنجاز.

5- نفور المجتمع من الأشخاص السلبيين.

5- أن تصبح هذه الأفكار جزء من طبيعة الشخص، فلا يرى أنها تمثل مشكلة.

6- الاضطرابات النفسية: القلق، الاكتئاب، الهلع، وغيرها.

7- أمراض جسدية: ضيق التنفس، أوجاع في المفصال، صداع وغيرها من الأعراض.

 

كيف نواجه الأفكار السلبية:

إن الأفكار السلبية تأتي لجميع الأشخاص، ولا يخلو أي انسان منها، ولكنها لا تؤثر عليهم جميعاً بنفس الدرجة، وذلك لأنها تختلف من شخص لأخر، وتختلف طريقة الأشخاص في تقبلها والتعامل معها،

من طرق التعامل التي ينصح بها مع الأفكار السلبية:

1 – التركيز على الجانب الإيجابي في كل فكرة أو موقف، يساعد ذلك في التوقف عن اجترار الأفكار السلبية.

2- الشعور بالامتنان واستشعار النعم التي تمتلكها والتفكير فيمن هو أسوأ منك حالاً في الحياة.

3- الإيمان بأن كل ما يحصل لنا في حياتنا من الله هو خير لنا، حتى وإن لم نعرف الحكمة منه.

4- مخالطة الأشخاص المؤثرين إيجاباً.

5- كتابة الأفكار السلبية في ورقة ثم مزقها وتخلص منها.

6- الانشغال بما يعود نفعاً كممارسة هواية مفضلة من حين إلى أخر.

لكن عندما تكون هذه الأفكار بمثابة عائقاً لك في تحقيق أهدافك أو ممارسة حياتك بشكل طبيعي، أو عندما تصل إلى مرحلة لا تعرف كيف تتعامل معها، ننصح دائماً باستشارة الأخصائي النفسي، لأنه سوف يقوم بمساعدتك في معالجة هذه الأفكار، ومعرفة كيفية التعامل معها بالطريقة الصحيحة، بطريقة علمية ومنهجية واضحة.

 

كتبه: بشائر الكريديس


التعليقات 0

اترك تعليقا

التسجيل ليس مطلوب



عند التعليق انت توافق على الشروط والاحكام سياسة الخصوصية

لماذا نحن

كيف نتعامل مع الأفكار السلبية؟

نقدم في مركز مطمئن للعلاج النفسي العديد من الخدمات التي تعزز من صحة الفرد النفسية وبدون دواء، من خلال ضم مجموعة من الكفاءات البشرية المتميزة والمتخصصة في عدة مجالات بهدف الوصول لأعلى معايير الجودة في تقديم خدماتنا.

  • في مركز مطمئن نحترم القيم والمعتقدات الشخصية لعملائنا وثقافاتهم وخلفياتهم ووجهات نظرهم وعواطفهم، بالإضافة إلى وقتهم، ممَّا يعكس مشاعر الثقة والأمان والرفاهية في البيئة العلاجية.
  • في مركز مطمئن نعمل على اتخاذ كافة التدابير التي بدورها تحافظ على خصوصية وثقة جميع عملائنا.
  • في مركز مطمئن نعمل على ضمان رحلة علاجية مُرضية تغرس في نفوس عملائنا الرضا التام تجاه رفاهيتهم وتحقيق الذات.

الدريب

يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي مجموعة متنوعة من البرامج التدريبة للأخصائيين النفسيين وتأهيلهم لممارسة العلاج النفسي وفق أحدث الفنيات العلاجية على أيدي خبراء ومختصين.

علاج غير دوائي

يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي خدماته المتعلقة بالصحة النفسية والاستشارات الأسرية والعلاج السلوكي المعرفي دون استخدام الأدوية.

اخصائيون ذو خبرة

يتميز مركز مطمئن للعلاج النفسي بضمه لنخبة من الأخصائيين المتميزين ذوي الخبرة العريقة والكفاءة العالية في مجال العلاج النفسي.