كيف نستعد نفسياً لرمضان ؟

كيف نستعد نفسياً لرمضان ؟

أتى بعدَ طولِ غياب، الشوق زاد، الفرحُ عاد، والهمُ ذاب، فأهلا توقًا، أهلا حبًا، أهلا أُنسًا، شهرُ الصيامِ، والقيام، الطاعةِ والغفران، الجمعُ والخِلان، فأهلا رمضان

عاد الشهر الذي ينتظره الجميع، ففيه نتلو القرآن ونُقيم الصلاة، نُكثر من الذكر ونُلِحُ بالدعاء، نزورُ الأسواق ونُزينُ البيوت، نُنيرُ الطرقات ونلتقط الصور، نُعد الأطباق ونجهز الثياب، ننتظر الزوار ونستعد للإفطار، نقابل الصحب، ونجمعُ الأحباب، فكل الطقوس جاهزة من حولِنا، لكن ماذا عنا نحن؟ عن قلوبنا وأجسادنا؟ عقولنا وأرواحنا ؟ هل عقدنا النية؟ وهذبنا الروح؟ أعدينا الجسد؟ وغذينا العقل؟ هل سيكون رمضان في قلوبنا أو سيظهر من حولِنا فقط؟

كم رمضان ذهب منا؟ وكم منا ذهب قبل رمضان؟

تمضي الأيام سريعًا، وتمر اللحظات على عجل، وما أن يبدأ الشهر، إلا وقد أُعلن عن انتهائه.

فلمَ نصوم؟ وما آثر الصيام علينا!؟

أولا: الحكمة من الصيام:

إن الصيام يُعيننا على تحقيق التقوى، والتدرب على الطاعات، فرمضان من مواسم الخيرات التي امتنَّ الله تعالى بها على عباده؛ ليقوي بها إيمانهم، ويزيد فيه تقواهم، فتتعمق صلتهم بربهم، لذا قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ البقرة: 183

  • فالصوم ركن من أركان الإسلام.
  • الصَّوْمَ وَسِيلَةٌ لشُكْرِ النِّعْم.
  • الصَّوْمَ مُوجِبٌ لِلرَّحْمَةِ وَالْعَطْفِ عَلَى الْمَسَاكِينِ.
  • الصَّوْمَ وَسِيلَةٌ إلَى ترك المحرمات.
  • الصَّوْمِ قَهْرٌ لِلشَّيْطَانِ، وتهذيب للنفس.
  • الصوم يساعد على كبح الشهوات.

 

ثانيا: الصيام والصحة النفسية:

لقد أشارت العديد من الدراسات، إلى أن صيام رمضان يقلل من الاضطرابات النفسية، كما أنه يؤثر بشكل إيجابي على جميع جوانب الصحة العقلية، ويعزز التعامل بشكل أفضل مع الأزمات والمشكلات النفسية.

فمن مظاهر الصحة النفسية، الشعور بالإيجابية، وطمأنينة القلب، وهذه المشاعر تظهر جلية في رمضان، وذلك نتيجة القرب من الله عز وجل، كثرة الذكر، الصدقة، وقراءة القرآن.

إن رمضان يساعد على تهذيب النفس من خلال ضبط الانفعالات وكبح الشهوات، ولكي نستطيع الوصول لهذه السكينة والتهذيب، لابد علينا من تصحيح التشوه المعرفي عن فكرة الصيام، وأنه مرتبط بالغضب، الجوع، التعب، وكثرة الصداع، إن تغيير الفكرة هو المسبب الأول لتحسين السلوك، فالسلوك أساسه فكرة يسيطر عليها العقل، ومن ثم يتبناها الجسد.

الصيام عبارة عن، فريضة دينية، عادات صحية، ومظاهر سلوكية، فكلما أدركنا ذلك، استطعنا من تصحيح التشوه المعرفي عن الصيام ، وانعكس ذلك إيجابيًا على سلوكياتِنا.

 

ومن الخطوات التي تعين على الاستعداد لشهر رمضان المبارك:

  • قراءة جزء من القرآن يومياً.
  • إخراج صدقة يوميًا، ولو كانت ريالاً واحداً، كأسًا من الماء، أو ابتسامةً صغيرة.
  • المحافظة على صلاة الوتر يومياً، ولو ركعة واحدة.
  • مساعدة مُحتاج.
  • صيام بعض أيام شهر شعبان مثل: الإثنين والخميس، والأيام البيض.
  • الإكثار من الذكر، فأن فضله عظيم، وعمله يسير.

 

أخيراً: يجب علينا أن نعرف أن رمضان دورة فلكية، تعاد في كُلِ عام، لكن ما يختلف هو نحن، كيف نستقبله؟ ماذا نُعد له؟ وهل نسمح لأنفُسنا بأن نتحسن من خلاله؟

لذلك ابدأ بنفسك أنت، ودع رمضان يكون داخلك لا حولك فقط.

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

مقياس الذكاءات المتعددة : دليل شامل لفهمها!

يُعدّ مقياس الذكاءات المتعددة، نهجًا مبتكرًا لفهم القدرات العقلية البشرية، حيث يتجاوز المفهوم التقليدي للذكاء الذي يعتمد على اختبارات القياس

نوبات الهلع : الأسباب والأعراض والعلاج دون دواء!

حسنًا، دعني أسألك أولًا، هل سبق لك أن شعرتَ فجأةً بالخوف الشديد، وكأنّ العالم من حولك ينهار؟! هل غمرتْكَ موجةٌ

الهوية الجنسية : الإجابة على سؤال من أنا ؟!

عند الحديث عن الهوية الجنسية، نحن لا نتحدث فقط عن الجوانب الجسدية أو البيولوجية، بل نتعمق في أعماق النفس البشرية،