الخوف من المرض: الأسباب والعلاج

(23/08/2024)

 

الخوف من المرض أو مايسمى اضطراب القلق المرضي، هو ما يجعل الشخص يشعر بالقلق (الرهاب) من جميع أنواع الأمراض، وبالتالي يترك المريض جسده بوابةً مفتوحة لجهازٍ مناعيٍّ قَلِق يخاف من المرض ويتهيئ له ! 

 حيث يعتقد الشخص أنه مصاب بمرض دون وجود أي أعراض جسدية أو أدلة طبية، أو بوجود أعراض وآلام  بسيطة لا تثير الخوف، ويحتاج الشخص هنا إلى مساعدة نفسية كي تُعينه في الحصول على الإطمئنان، وتمنحه القدرة للتخلص من هذه المخاوف الغير منطقية. 

 ومن أجل الحفاظ على الصحة النفسية للشخص المضطرب، قد يحتاج إلى وضع خطة علاجية، وكذلك إلى فنيات وأدوات تساعده في تغيير نمط أفكاره وحياته للأفضل، وهذا مايعمل على تحديده الاخصائي النفسي في مركز مطمئن.

ومع ازدياد الوعي حول تأثير الصحة النفسية على الصحة الجسدية، أصبح من الضروري فهم الآليات العلاجية غير الدوائية، حيث يتطلب التغلب على الخوف من المرض استراتيجيات متعددة تتضمن تغيير الأنماط الفكرية، وتقنيات الاسترخاء، بالإضافة إلى الاهتمام بالتثقيف والوعي الصحي. 

ومن خلال هذا المقال، سنستعرض الأساليب الفعالة التي يمكن أن تساعد الأشخاص على مواجهة رهاب الخوف من المرض، وخلق بيئة ذهنية أكثر إيجابية تعزز من الصحة النفسية والجسدية معًا. 

 

مالمقصود بالخوف من المرض؟ 

 هو الخوف غير العقلاني من الإصابة بمرض معين، أو مايسمى Nosophobia, وأصلها مشتق من كلمتي” نوسوس” و “فوبوس ” أي المرض والخوف في اللغة اليونانية، وهو ما يسمى القلق المفرط حول الصحة الجسدية وتوهم المريض أنه يعاني من مشكلات صحية خطيرة، حتى مع وجود أدلة طبية تشير إلى عكس ذلك ! 

كما يُعتبر هذا الخوف متعدد العوامل، حيث يمكن أن يتأثر بالعوامل الوراثية، والتجارب الحياتية، والأخبار الطبية ( الخوف من وباء ما) المنتشرة على الإنترنت

يُمكن أن يصبح الخوف من المرض مُنهكًا، مما يزيد من مستوى القلق العام ويدفع الأشخاص إلى اعتزال الأنشطة الاجتماعية أو المهنية. 

إذا كنت تعاني من هذه الحالة، فقد تشعر بالقلق بسهولة عند حدوث أي تغييرات في جسمك! 

 

أعراض اضطراب الخوف من المرض 

تتشابه معظم أعراض رهاب المرض، مع أعراض اضطرابات القلق، والسمات المحدِّدة لرهاب الخوف من المرض هي كما يلي:  

  •  نوبات قلق متقطعة وليس بشكل مستمر.
  •  الخوف المبالغ فيه من وجود مرض خطير مثل (سرطان، إيدز، وباء منشر ) هو أحد الأعراض الرئيسية.
  • نوبات هلع
  • ضيق في التنفس
  • دوخة
  • صعوبة في النوم
  • نقص الإنتاجية أو صعوبة التركيز، غالبًا بسبب الأرق (عدم القدرة على النوم أو البقاء نائمًا)
  • المخاوف المستمرة التي تتداخل مع الحياة اليومية
  • سلوكيات التجنب، مثل الابتعاد عن التجمعات الاجتماعية لتجنب الإصابة بالمرض
  • سرعة معدل نبضات ضربات القلب 
  • غثيان
  • التعرق المفرط
  • كوابيس
  • القلق والاكتئاب متداخلان

 

أسباب الخوف من المرض

هناك أسباب مختلفة محتملة لتطور الاضطراب ، بما في ذلك: 

  • العوامل البيئية
  • التاريخ الشخصي
  •  الأمراض السابقة أو التاريخ العائلي لمرض ما
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري.
  • التعرض الشديد لقصص إخبارية حول المشاكل الصحية المنتشرة.
  • الإصابة بمرض خطير في الطفولة. 
  • تاريخ عائلي للأمراض الوراثية.
  • رعاية أحد أفراد الأسرة الذي يعاني من مرض خطير.
  • فقدان أحد الأحباء بسبب مرض محدد.
  • النشأة مع أحد الوالدين الذي يعاني من اضطراب قلق المرض (يُطلق عليه غالبًا اسم الخوف المرضي)، أو الرهاب أو اضطراب القلق.

 

كيفية التغلب على الخوف من المرض وتحقيق السلام الداخلي

 

الفرق بين توهم المرض والخوف من المرض

الفرق بين الخوف والوهم بشكل عام يعتمد على الوسواس الذي يشعر به الإنسان، حيث أن درجة الخوف هي ماتحدد التشخيص وكذلك الفرق، بالإضافة إلى الأعراض السلوكية. 

ويتم تحديد الفرق على الشكل التالي: 

 

1- توهم المرض أو ما يعرف الآن باضطراب القلق المرضي

يشعر المريض هنا، بالقلق المفرط أوالوسواس حول الإصابة بمرض خطير، حيث يشك باستمرار في صحته ويعتقد أنه مصاب بأمراض معينة بناءً على أعراض جسدية خفيفة أو طبيعية.

قد يكون لدى المصابين بتوهم المرض تاريخ مشاكل صحية سابق، ويظهرون سلوكيات غير طبيعية مثل البحث المفرط عن معلومات طبية، وزيارة الأطباء بشكل متكرر

 

2- الخوف من المرض 

هو الخوف المبالغ فيه حول الصحة ويُشير إلى شعور غير مبرر بالقلق من تطور مرض معين.

قد يشعر المريض بالخوف من الأمراض مثل السرطان أو الأمراض القلبية، حتى لو لم يكن هناك أي دليل على وجودها، على عكس توهم المرض، قد يكون الأشخاص هنا مدركين بشكل جزئي أو كلي أن مخاوفهم غير مبررة، ولكنهم يجدون صعوبة في تقبل هذه الفكرة.

 

الخوف من المرض في الإسلام 

المتعارف عليه أن الإنسان لديه استعداد وقابلية للمخاوف والوسواس المفاجئ، والمعلومات الطبية أصبحت منتشرة بكثرة على الإنترنت، منها ماهو صحيح ومن مصدر طبي موثوق ومنها ما هو عكس ذلك. 

والرأي الشرعي هنا، هو الحث والتأكيد على التوكل على الله في كل شيء، حتى في شوكة يُشاكها الإنسان، والخوف من المرض لايقدم ولايؤخر موتًا! لأن الأعمار بيد الله وكذلك الأمراض وشفاؤها. 

كل ماعلى الانسان فعله هو، التوكل على الله سبحانه وتعالى، ويسأله العفو والعافية ومن ثم العمل بالأسباب من خلال استشارة المختصين، والابتعاد عن التشاؤم والتفكير الزائد بأوهام مرَضية لا صحة لها. 

 

تشخيص اضطراب الخوف من المرض

يشير مقدمو الرعاية الصحية  إلى أن تشخيص أمراض الرهاب ( القلق أو الخوف من المرض) يستند إلى المعايير المُدْرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات الصحية العقلية.

وقد يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بالمريض، بإجراء تشخيص أو قد يحيله إلى أخصائي الصحة النفسية، مثل الطبيب والاخصائي النفسي

وتشمل المعايير الستة لاضطراب الخوف المرض ما يلي:

  1. القلق المتكرر أو المستمر بشأن الإصابة بالمرض أو الإصابة به.
  2. عدم ظهور أي أعراض مرضية أو ظهور أعراض خفيفة فقط. 
  3. تكون المخاوف التي يشعر بها المريض غير متناسبة أو مفرطة بالنسبة للآخرين.
  4. الشعور بمستوى عالٍ من القلق والانزعاج بسهولة عندما يتعلق الأمر بالصحة.
  5. يفعل الشخص أشياء بشكل متكرر للتحقق من صحته أو تقييمها مثل التحقق من علامات وأعراض المرض، الفحوص والزيارات المتكررة للطبيب
  6. قد يتجنب بشكل متكرر المواعيد الطبية والمستشفيات وما إلى ذلك خوفا من اكتشاف مرض محدد

يجب أن يتم التشخيص من اخصا ئي نفسي مختص أو طبيب، ولا يصح  التشخيص من خلال قراءة الاعراض والشعور بها  دون الرجوع لمختص

 

كيفية علاج الخوف من المرض

في حالات الخوف البسيطة يمكن السيطرة عليه من خلال بعض التكنيكات، كتمارين التنفس والاسترخاء، والاعتماد على الأدلة الطبية، أما في حال كان الخوف غير مُسيطر عليه ويؤدي لتعطيل عن القيام بمهام الحياة اليومية كالعمل، الأنشطة البدنية ، المناسبات الاجتماعية، وغيره، فهنا يجب الرجوع لمختص يعينك على معرفة كيفية التعامل مع هذه .المشكلة وتجاوزها

نحن في مركز مطمئن للعلاج النفسي والأسري، نؤمن بأن لكل شخص حالته الصحية المختلفة، لذا نعمل على استخدام أساليب علاجية متنوعة لتناسب جميع الأفراد، حيث يتطلب التعامل مع رهاب المرض تدخلًا نفسيًا متوازنًا، يتضمن العلاج النفسي غير الدوائي عن طريق الجلسات النفسية وبناء خطة علاجية وتقنيات إدارة القلق، بهدف إعادة توجيه الأنماط الفكرية السلبية وتعزيز نمط حياة صحي، منطقي، متزن، وفعال.

يمكنك إحالة نفسك مباشرة إلى خدمة العلاجات الصحية المتوازنة عبر مركز مطمئن، ولاتقلق بشأن سرية المعلومات والحفاظ على خصوصية بيانات المرضى، نحن هنا نسخّر جميع خبراتنا لتعزيز رفاهيتك النفسية. 

 

الأسئلة الشائعة 

هل الخوف من المرض طبيعي؟

إذا كان القلق من المرض لايتناسب مع الأعراض الجسدية ويتكرر كثيرًا على شكل فوبيا فهو أمر غير طبيعي. 

هل الخوف من الأمراض مرض نفسي؟

ليس مرضًا نفسيًا بالقدر الذي هو نوع من أنواع الرهاب، ويمكن أن يعالج دون أدوية نفسية في الحالات الأولى. 

ما هي أسباب توهم المرض؟

الشعور بالتوتر بشكل كبير تجاه أي نوع من الأمراض، أو ربما قد تكون الأسباب نابعة منذ طفولة الشخص، ومخاوفه السابقة. 


لماذا نحن

الخوف من المرض: الأسباب والعلاج

كانت مهمتنا الأساسية منذ بداية مركز مطمئن، العمل على تحسين حياة الأفراد والمجتمعات من خلال تحسين جودة الحياة وتحقيق الصحة النفسية.

إن احساسنا بالمسؤولية تجاه ما تمثله أهمية الصحة النفسية على حياة الفرد، يمثل دافعاً كبيراً في تقديم خدمات الرعاية الصحية بأعلى المعايير العلاجية والخدمية لتحقيق أفضل الخدمات لعملائنا.

يعمل فريق مركز مطمئن للمساهمة في تحقيق حياة أفضل من خلال استقطاب أفضل الكفاءات الصحية والإدارية لتقديم تجربة علاجية متميزة في بيئة آمنة لضمان تقديم رحلة علاجية مُرضية تغرس في نفوس عملائنا الرضا التام تجاه رفاهيتهم وتحقيق الذات.

التدريب

يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي مجموعة متنوعة من البرامج التدريبة للأخصائيين النفسيين وتأهيلهم لممارسة العلاج النفسي وفق أحدث الفنيات العلاجية على أيدي خبراء ومختصين.

علاج غير دوائي

يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي خدماته المتعلقة بالصحة النفسية والاستشارات الأسرية والعلاج السلوكي المعرفي دون استخدام الأدوية.

اخصائيون ذو خبرة

يتميز مركز مطمئن للعلاج النفسي بضمه لنخبة من الأخصائيين المتميزين ذوي الخبرة العريقة والكفاءة العالية في مجال العلاج النفسي.