اضطراب الرهاب الاجتماعي

(04/09/2024)

يعتبر الرهاب الاجتماعي أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، حيث يعاني الأفراد المصابون به من خوف مفرط وقلق كبير على شكل فوبيا تجاه المواقف الاجتماعية المختلفة.

 

كما يمكن أن يؤدي الرهاب الاجتماعي إلى تجنب الأنشطة اليومية الاعتيادية مثل التحدث أمام الآخرين، أو الحضور في التجمعات الكبيرة، مما يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص والقدرة على التعامل مع الآخرين. 

ويُعزى هذا الاضطراب إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك العوامل الوراثية، والبيئة المحيطة، وحتى التجارب السابقة.

 

كما تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي قد يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم أو التفاعل في بيئات مهنية أو اجتماعية، مما يزيد من شعورهم بالعزلة، مما قد يؤدي إلى مشاكل نفسية إضافية مثل الاكتئاب أو القلق العام. وللمزيد من المعلومات حول كيفية التعامل مع الرهاب الاجتماعي وأساليب العلاج  المتاحة، ندعوك لقراءة المقال كاملًا والتعرف على فرص الدعم التي يوفرها مركز مطمئن للاستشارات النفسية والأسرية

 

تعريف الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي، المعروف أيضًا باسم اضطراب القلق الاجتماعي، هو اضطراب نفسي يُعرف بخوف لا يمكن السيطرة عليه في واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية، حيث قد يكون الخوف في أنواع مختلفة من المواقف الاجتماعية، مثل التواجد في الأماكن العامة، أو تناول الطعام في الأماكن العامة أيضًا، أو الخلاف مع شخص آخر، أو إلقاء خطاب، أو حتى إجراء مقابلة عمل، وما إلى ذلك. 

 

وبشكل عام، فإن التفاعلات الرسمية أكثر إزعاجًا للأشخاص من التفاعلات غير الرسمية، حيث يخشى الشخص من ملاحظة الآخرين له أو الحكم عليه أو إحراجه أمام الآخرين.

 

وتشير الاحصائيات إلى أن حوالي 7% من الأشخاص يعانون من الرهاب الاجتماعي في مرحلة ما من حياتهم، وهو يعتبر ثاني أكثر اضطرابات القلق شيوعًا بعد القلق العام. 


أنواع الرهاب الاجتماعي

هناك نوعان من الرهاب الاجتماعي، ثم يتبعه نوع محدد تابع لسلوكيات الشخص:  

 

الرهاب الاجتماعي العام:

اضطراب القلق الاجتماعي العام (SAD) هو نوع من اضطرابات القلق العام والمعروف أيضًا باسم “الرهاب الاجتماعي”،

حيث أن هذا النوع هو أشد أشكال الرهاب حدة وشدة، وقد يكون منهكًا، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن اضطراب القلق الاجتماعي العام يسبب ضعفًا أكبر، وغالبًا ما يكون الشخص الذي يعاني منه أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية مصاحبة؛ أي وجود أمراض أخرى  مرتبطة بالصحة النفسية.

 

الرهاب الاجتماعي غير المعمم:

يعاني الأشخاص الذين يعانون من النوع الفرعي غير المعمم من الرهاب الاجتماعي من خوف شديد في عدد محدود من المواقف الاجتماعية، لكنهم لا يخافون في جميع المواقف، وسيكون لديهم مجال واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية حيث يمكنهم التفاعل والعمل بشكل مريح.

على سبيل المثال، قد يعاني شخص مصاب باضطراب الرهاب الاجتماعي غير المعمم من القلق عند مقابلة أشخاص جدد أو عندما يتعين عليه التحدث علنًا، لكنه قد يكون قادرًا على الاحتفاظ بوظيفته والتفاعل مع الأشخاص في مكتبه، والحفاظ على علاقة صحية، وحتى إقامة صداقات وثيقة، وعادة ما تكون الأعراض أقل حدة مما يعاني منه الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي المعمم.

 

الرهاب الاجتماعي المحدد:

من الواضح أن الرهاب الاجتماعي لا يعني دائمًا أن الشخص يخاف من كل تفاعل اجتماعي أو موقف أو بيئة، ذلك لأن الرهاب الاجتماعي المحدد هو أكثر أنواع القلق الاجتماعي شيوعًا، حيث يمكن أن يشمل الخوف الشديد الذي يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية أو المحفزات المميزة للغاية.

على سبيل المثال، قد يبدو الرهاب الاجتماعي المحدد مثل خوف الشخص من التحدث أمام الجمهور ولكن لا شيء آخر، أو يجد تناول الطعام أمام الناس أمرًا مخجلًا ولكن القدرة على التفاعل مع الآخرين في أماكن غير الطعام أمر طبيعي تمامًا.

في حين أن هذه المجموعة الفرعية قد تكون أقل تدخلاً وكثافة، فإن الأشخاص الذين يعانون من رهاب اجتماعي محدد قد يجدون صعوبة في الانخراط في الأنشطة اليومية والحفاظ على العلاقات.

 

هناك بعض أشكال الرهاب الاجتماعي المحددة التي من الشائع أن يعاني منها الناس: 

  • الخوف من التحدث أمام الجمهور
  • قلق الأداء أو الخوف من المسرح
  • تناول الطعام في الأماكن العامة “رهاب تناول الطعام”.

 

علامات و أعراض الرهاب الاجتماعي

 يتداخل اضطراب الرهاب الاجتماعي مع روتين الناس الطبيعي ويسبب لهم ضائقة شديدة.

على سبيل المثال، من الطبيعي تمامًا أن يشعر أحدهم بالتوتر قبل إلقاء خطاب أمام الجمهور، ولكن إذا كان يعاني من الرهاب الاجتماعي، فقد يشعر بالقلق لأسابيع قبل إلقاء الخطاب، أو ممكن أن يتصل بالعمل ليخبرهم أنه مريض ليتخلص من هذا الشعور، أو يبدأ في الارتعاش بشدة أثناء الخطاب لدرجة أنه بالكاد يستطيع التحدث.

 

وكما هو الحال في أنواع الرهاب الأخرى، فإن الأعراض هي نتيجة لثلاثة مكونات:

  • الخوف الرهابي نفسه.
  • سلوك التجنب.
  • القلق الاستباقي.

 

العلامات والأعراض العاطفية 

  • الوعي الذاتي المفرط والقلق في المواقف الاجتماعية اليومية.
  • القلق الشديد لعدة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر قبل حدوث موقف اجتماعي قادم.
  • الخوف الشديد من مراقبة الآخرين وحكمهم، وخاصة الأشخاص الغرباء. 
  • الخوف من التصرف بطرق تسبب الإحراج. 
  • الخوف من أن يلاحظ الآخرون توتر الشخص. 

العلامات والأعراض الجسدية

  • احمرار بالوجه أو خجل
  • ضيق في التنفس
  • اضطراب في المعدة، غثيان 
  • ارتعاش أو اهتزاز (بما في ذلك الصوت المرتجف)
  • تسارع ضربات القلب أو ضيق في الصدر
  • التعرق
  • الشعور بالدوار أو الإغماء

العلامات والأعراض السلوكية

  • تجنب المواقف الاجتماعية إلى الحد الذي يحد من الأنشطة اليومية. 
  • البقاء هادئًا أو الاختباء من أجل الهروب من الملاحظة والإحراج.
  • الحاجة إلى إحضار صديق أو داعم دائم .

 

أسباب الرهاب الاجتماعي

يُرجَّح أن سبب الرهاب الاجتماعي، كغيره من مشكلات الصحة النفسية الأخرى، مرجعه إلى تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والبيئية. 

 

وتتضمن الأسباب المحتملة ما يلي:

  • الخصائص الوراثية

 يغلب على  الاضطرابات أن تكون متوارثة في العائلات، ولكن ليس من الواضح تمامًا مقدار ما يكون ناتجًا منها عن عوامل وراثية ومقدار ما يكون منها سلوكًا مكتسبًا.

  • بُنية الدماغ

قد تؤدي منطقة في الدماغ يُطلق عليها اللوزة دورًا في التحكم في الاستجابة للخوف، وقد يكون لدى الأشخاص ذوي اللوزة مفرطة النشاط استجابة عالية للخوف، ما يسبب زيادة القلق في المواقف الاجتماعية.

  • البيئة

 قد يكون الرهاب الاجتماعي سلوكًا مكتسبًا، فالبعض قد يُصاب بقلق بالغ بعد موقف اجتماعي غير سار أو محرج. 

ربما يكون هناك أيضًا ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعي والآباء والأمهات الذين تبدو عليهم سلوكيات قلقة في المواقف الاجتماعية أو أكثر سيطرة أو حرصًا على أطفالهم.

 

محفزات الرهاب الاجتماعي الشائعة: 

  • لقاء أشخاص جدد
  • إجراء محادثة قصيرة
  • التحدث أمام الجمهور
  • الأداء على المسرح
  • أن يكون الشخص مركز الاهتمام
  • أن تتم مراقبته أثناء القيام بشيء ما
  • التعرض للسخرية أو الانتقاد
  • التحدث مع الأشخاص “المهمين” أو الشخصيات ذات السلطة.
  • الذهاب في موعد
  • التحدث في اجتماع
  • حضور الحفلات أو التجمعات الأخرى

 

علاج الرهاب الاجتماعي

عند عدم معالجة اضطراب الرهاب الاجتماعي فإنه من الممكن أن يتطور إلى درجة التسبب في سلوكيات تجنبية، مما يؤدي تدريجياً إلى العزلة الاجتماعية للشخص.

 

وتتضمن الأدوات التي يمكن أن تساعد شخصًا ما في إدارة الأعراض ما يلي:

  • العلاج النفسي غير الدوائي 
  • التأمل الذهني
  • تمارين التنفس
  • العلاج بالتعرض للرهاب الاجتماعي

 

آلية العلاج بالتعرض:

يعتمد على تعريض المصابون بشكل تدريجي ومتكرر للموقف الذي يولد الانزعاج، واعتمادا على الحالة، يمكن أن يكون التعرض حقيقيا أو افتراضيا. 

وبشكل عام، يعد العلاج فرصة للعميل لتعلم تقنيات الاسترخاء المختلفة حتى يتمكن من إدارة مخاوفه.

ويذكر أن طريقة الاسترخاء الأكثر شيوعًا هي تعلم التنفس ببطء وبشكل متساوٍ لتقليل القلق الذي يسبب عدم الراحة. 

حيث تبدأ الجلسات بمستوى منخفض من التعرض الذي يتحمله الشخص بسهولة، وبمجرد أن يشعر  بالارتياح تجاه الوضع، يتم زيادة مستوى التعرض إلى مستوى أعلى.

كما أنه ليس من السهل دائمًا إعداد مثل هذا العلاج بحيث يتعرض الشخص لفترة كافية حتى يصبح مرتاحًا له في النهاية.

آلية العلاج النفسي غير الدوائي: 

تغيير طريقة التفكير التي تساهم في القلق، وذلك من خلال التقليل من الأفكار السلبية التي تتعلق بالمواقف الاجتماعية، ومن ثم استبدالها بأخرى واقعية متزنة.

بالإضافة إلى التقنيات السلوكية التي تتم بالتعرض تدريجيًا، ومساعدة المصاب على إدراك أن مخاوفه لا أساس لها من الصحة، واستخدام التنفس كوسيلة للاسترخاء.

 

الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي العادي:

 

بالمقارنة مع  القلق الاجتماعي الطبيعي هناك عناصر معينة تميز الرهاب الاجتماعي:

  •  لم يعد القلق انزعاجًا بل ذعرًا (من المستحيل التحدث والتركيز وجمع الأفكار). 
  • الشخص غير مرتاح، ويشعر بقلق شديد مع علامات جسدية، وخاصة احمرار الوجه، والتعرق، والرعشة.
  •  يتم ملاحظة الخوف الأساسي من الرهاب الاجتماعي بانتباه، أو الحكم عليه بشكل سلبي، أو حتى السخرية.
  • يصبح الإحراج عارًا رهيبًا على النفس وعلى سلوكها.
  • المزيد والمزيد من التجنب، حتى أن المصاب يتخلى عن أشياء كثيرة حتى لا يواجه الخوف.

 

منهجية مركز مطمئن للاستشارات النفسية في علاج الرهاب الاجتماعي:

 

يعتبر مركز مطمئن للعلاج النفسي والأسري، من المراكز الرائدة في معالجة الاضطرابات النفسية، بما في ذلك الرهاب الاجتماعي، وتتضمن هذه المنهجية تقييمًا دقيقًا لحالة المريض من خلال جلسات تقييم فردية، حيث يتم تحليل الأعراض ومصدر القلق الاجتماعي ،(CBT) كأحد الأساليب الرئيسية، والذي أثبت فعاليته في تقليل القلق وتعزيز المهارات الاجتماعية وكذلك على أساليب علاجية متنوعة تخدم حالة العميل كالعلاج التكاملي والجدلي وغيره.

 

كما تشمل منهجية المركز أيضاً ورش عمل جماعية، مما يوفر بيئة داعمة يمكنك من خلالها ممارسة المهارات المكتسبة ومواجهة المخاوف في إطار آمن. 

 

ويركز فريق مركز مطمئن على تعزيز الشعور بالثقة من خلال استراتيجيات موجهة وأدوات فعالة، مما يساعد في التغلب على مشاعر الخجل والخوف من الحكم الذي قد يتعرضون له في المواقف الاجتماعية. 

ومن خلال الدعم النفسي والاهتمام المستمر، يسعى مركز مطمئن إلى مساعدة الأشخاص على استعادة حياة طبيعية مليئة بالتفاعل الاجتماعي والرضا الذاتي.

إذا كنت  أنت أو أحد معارفك تعاني من الرهاب الاجتماعي، فلا تتردد من التواصل معنا والاطلاع على قسم الخدمات لدينا، ودعنا نقدم المساعدة في بدء رحلة التعافي بإذن الله. 

 

الأسئلة الشائعة حول الرهاب الاجتماعي

هل الرهاب الاجتماعي يدل على ضعف الشخصية ؟

طبعًا لا، فهو حالة نفسية تابعة لعدة أسباب ومحفزات ذكرناها سابقًا ويمكن معالجتها وعودة الثقة بالنفس بإذن الله. 


لماذا نحن

اضطراب الرهاب الاجتماعي

كانت مهمتنا الأساسية منذ بداية مركز مطمئن، العمل على تحسين حياة الأفراد والمجتمعات من خلال تحسين جودة الحياة وتحقيق الصحة النفسية.

إن احساسنا بالمسؤولية تجاه ما تمثله أهمية الصحة النفسية على حياة الفرد، يمثل دافعاً كبيراً في تقديم خدمات الرعاية الصحية بأعلى المعايير العلاجية والخدمية لتحقيق أفضل الخدمات لعملائنا.

يعمل فريق مركز مطمئن للمساهمة في تحقيق حياة أفضل من خلال استقطاب أفضل الكفاءات الصحية والإدارية لتقديم تجربة علاجية متميزة في بيئة آمنة لضمان تقديم رحلة علاجية مُرضية تغرس في نفوس عملائنا الرضا التام تجاه رفاهيتهم وتحقيق الذات.

التدريب

يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي مجموعة متنوعة من البرامج التدريبة للأخصائيين النفسيين وتأهيلهم لممارسة العلاج النفسي وفق أحدث الفنيات العلاجية على أيدي خبراء ومختصين.

علاج غير دوائي

يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي خدماته المتعلقة بالصحة النفسية والاستشارات الأسرية والعلاج السلوكي المعرفي دون استخدام الأدوية.

اخصائيون ذو خبرة

يتميز مركز مطمئن للعلاج النفسي بضمه لنخبة من الأخصائيين المتميزين ذوي الخبرة العريقة والكفاءة العالية في مجال العلاج النفسي.