الفوبيا (الخوف الشديد)

(28/06/2024)

إنَّ الخوف أمر فطري لدى جميع المخلوقات، وشعور وضعه الله داخل خلقه، فهو يُعينهم على تجنب الضرر والخطر، رغبةً في الحماية، ورهبةً من الأذى، كما يمنعهم من الآثام والذنوب، خشيةَ العقاب وبغيةً للثواب، إلا أنَّ الله سبحانه وتعالى خلق كلَ شيءٍ بقدر، فكل أمر أو شعور لابد أن يتحلى بالوسطية، فما إن زاد، إلا ونجم عنه العديد من السلبيات والآفات.

ماذا نعني بالخوف؟

حالة شعورية بالفزع والرهبة، تصدر كرد فعل عند وجود أمر مكروه لدى الشخص، أو أمر قد يؤدي للخطر بالنسبة له، وقد يكون هذا الخوف واقعي ناتج عن مصدر ضرر حقيقي، وقد يكون مُتخيلا ناجم عن أفكار أو مواقف غير واقعية.

الفوبيا كأحد أنواع الخوف

الفوبيا تُعرَف بأنها خوف شديد وغير منطقي من شيء معين أو موقف محدد. وتُصنَّف الفوبيا ضمن اضطرابات القلق، حيث يُعاني الأشخاص المصابون بها من مستويات عالية من القلق عند مواجهة المحفزات التي تثير هذا الخوف. يُعتَقَد أن الفوبيا تمثل استجابة عاطفية متعمقة، وقد تنشأ نتيجة لتجربة سابقة، حيث يتم تعميم الخوف على مواقف مشابهة أو مرتبطة بتلك التجربة.

مثال: عندما يتعرض الشخص لموقف غرق أو حبس في مكان مغلق، فإنه يشعر بنفس الخوف في كل مرة يرغب بها في السباحة، أو ركوب المصعد، ويكون ذلك الخوف ليس نتيجة ضرر حقيقي، بل بناءً على الموقف السابق الذي تعرض له.

أنواع الفوبيا

فوبيا المساحات

رهاب الأماكن، المعروف أيضًا بالخوف من المساحات المفتوحة، هو خوف من الأماكن أو المواقف التي قد يجد الشخص صعوبة في الهروب منها. الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب يشعرون بعدم الارتياح في الحشود الكبيرة أو عندما يكونون محاصرين خارج المنزل. نتيجة لذلك، يتجنبون المواقف الاجتماعية ويميلون للبقاء في منازلهم بعيدًا عن التجمعات.

يعاني المصابون برهاب الأماكن من خوف مستمر من حدوث نوبة هلع في مكان يصعب عليهم الهروب منه. هذا الخوف يزداد حدة لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، مثل أزمات التنفس، حيث يقلقون من إمكانية حدوث حالة طبية طارئة في مكان يفتقر إلى المساعدة الضرورية.

الفوبيا الاجتماعية

يُعرف اضطراب القلق الاجتماعي أيضاً بفوبيا الاجتماع، وهو حالة من القلق الشديد المرتبط بالمواقف الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى العزلة الذاتية المستمرة. في الحالات الشديدة، يمكن أن تتسبب الفوبيا الاجتماعية في جعل أبسط التفاعلات البشرية، مثل الطلب في مطعم أو الرد على مكالمة هاتفية، مصدر ذعر للفرد. وغالباً ما يلجأ الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تجنب المواقف العامة بطرق مختلفة وينغلقون على أنفسهم.

فوبيا اللسان

يُطلق على هذا الظاهرة قلق الأداء أو الخوف من التحدث أمام الجمهور. الأشخاص الذين يعانون من هذه الفوبيا يختبرون أعراضًا جسدية شديدة حتى عندما يفكرون فقط في الوقوف أمام مجموعة من الناس.

فوبيا المرتفعات

يعاني الأشخاص المصابون بالخوف من المرتفعات من تجنب الأماكن العالية مثل الجبال والجسور والطوابق العليا من المباني. تشمل أعراض هذا الرهاب الشعور بالدوار والدوخة والتعرق، وقد يصل الأمر إلى الشعور بأنهم على وشك فقدان الوعي أو فقدانه بالفعل.

فوبيا الأماكن المغلقة

الخوف من الأماكن المغلقة أو الضيقة، المعروف برهاب الأماكن المغلقة، يمكن أن يكون معيقًا بشكل كبير خاصة إذا تفاقم الوضع لدرجة أن الشخص يتجنب ركوب السيارات أو المصاعد بسبب هذا الخوف.

فوبيا الطيران

يعرف هذا بالخوف من الطيران، حيث يشعر الأشخاص برهبة كبيرة من ركوب الطائرات، معتقدين أن هناك احتمالية كبيرة لتحطمها، على الرغم من أن الطائرات تُعتبر من وسائل النقل الأكثر أمانًا من حيث نسبة الحوادث مقارنة بالوسائل الأخرى.

فوبيا الأسنان

الخوف من إجراءات طبيب الأسنان غالباً ما ينشأ بعد تجربة سيئة في عيادة الأسنان، وقد يتحول إلى رهاب يعيق الحصول على الرعاية الدورية اللازمة لصحة الفم والأسنان.

الهوموفوبيا

رهاب الدم أو الإصابة بالهوموفوبيا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي عندما يتعرض الفرد للدم، سواء كان دمه الخاص أو دم شخص آخر، ويمكن أن يحدث ذلك حتى عند مجرد لمس الدم.

فوبيا العناكب

يعاني بعض الأشخاص من رهاب شديد للعناكب، حيث يمكن أن يصل الخوف إلى مستوى يسبب لهم نوبات هياج تصل حدود الإغماء.

فوبيا الزواحف

يعاني بعض الأشخاص من رهاب الثعابين والزواحف الأخرى، مما يسبب لهم خوفًا شديدًا.

فوبيا الظلام

الخوف من الليل أو الظلام عادةً ما ينشأ كخوف طبيعي في مرحلة الطفولة، ويتطور بمرور الوقت في مرحلة المراهقة ليصبح شكلًا من أشكال الرهاب.

أعراض الفوبيا

  • عدم الثبات، والدوخة، والدوار.
  • غثيان.
  • تعرق.
  • زيادة معدل ضربات القلب أو الخفقان.
  • ضيق في التنفس.
  • الرجفان أو الاهتزاز.
  • اضطراب المعدة. 

أسباب حدوث الفوبيا

يعود حدوث الفوبيا لعدد من الأسباب منها:

  1. التعرض لموقف سابق.
  2. البيئة والتنشئة كأن يكون هذا الخوف مكتسب.
  3. الأفكار الخاطئة والمغلوطة عن أمر معين.
  4. الأمراض الصحية.
  5. تعاطي المخدرات.

هل يمكن الوقاية من حدوث الفوبيا؟

نعم يمكن، ويكون ذلك عن طريق التوعية والتثقيف من قبل المختصين، الموجه للمربين وأولياء الأمور وجميع الأشخاص المعنين بذلك، من خلال معرفة الفوبيا، حقيقتها وتغير الأفكار والسلوكيات التي يمكن أن تؤدي لحدوثها.

كيفية علاج الفوبيا

هناك نوعان لعلاج الفوبيا:

  • العلاج النفسي غير الدوائي

 من خلال الجلسات النفسية التي تقوم على معرفة الأفكار والمواقف التي أدت لحدوث تلك المخاوف، ومعرفة كيفية مواجهتها والتغلب عليها عن طريق التعريض التدريجي وعدد من التكنيكيات الأخرى التي تقدم على أيدي المختصين النفسيين.

  • العلاج الدوائي

 يكون في حالات القلق الشديدة التي لابد من وجود تدخل دوائي يُساهم في تخفيف تلك الأعراض العاطفية والجسدية للخوف، ولا يتم هذا الإجراء إلا من قبل طبيب مختص، كما أن العلاج الدوائي لابد أن يرافقه العلاج غير الدوائي (عبر الجلسات النفسية) لكي تتم الفائدة بشكل كامل وبفعالية أكبر.

 

ختاماً:

إنَّ المخاوف ماهي إلا نتيجة أفكار مغلوطة ومواقف سابقة، تُقيدك عن الاستمتاع بالحاضر والتطلع للمستقبل، كما أنها تعيق أداء مهامك وتُثير قلقك، لذا عليك أن تواجهها وتتغلب عليها، فالحل يبدأ من اعترافك ورغبتك.


لماذا نحن

الفوبيا (الخوف الشديد)

 

نعمل على تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات، من خلال تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية بأعلى المعايير العلاجية، وفق منهج شمولي ومدارس علاجية متنوعة لمعالجة منشأ الأعراض بشكل تكاملي من خلال أفضل الكفاءات المتخصصة، لتحقيق السلام النفسي والاستقرار الأسري.

التدريب

يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي مجموعة متنوعة من البرامج التدريبة للأخصائيين النفسيين وتأهيلهم لممارسة العلاج النفسي وفق أحدث الفنيات العلاجية على أيدي خبراء ومختصين.

علاج غير دوائي

يقدم مركز مطمئن للعلاج النفسي خدماته المتعلقة بالصحة النفسية والاستشارات الأسرية والعلاج السلوكي المعرفي دون استخدام الأدوية.

اخصائيون ذو خبرة

يتميز مركز مطمئن للعلاج النفسي بضمه لنخبة من الأخصائيين المتميزين ذوي الخبرة العريقة والكفاءة العالية في مجال العلاج النفسي.